Saturday, January 31, 2009

رأيت فيما يرى النائم

رأيت فيما يرى النائم أن هاتفًا صاح فينا بصوتٍ هزَّ البلاد وزلزل العباد، يا خيل الله اركبي.. يا خيل الله اركبي.. حي على الجهاد.

فانطلق آلاف الشباب إلى حيث يأتيهم الصوت، كلهم يقول لبيك.. لبيك، كلنا فدى الإسلام والأوطان والخلان في كل البلاد.

فقال لنا المنادي: جزاكم الله خيرًا عن الدين والوطن والعِرض، لكن جيشنا له شروط!!

فصِحتُ من بين الناس قائلاً: اشترط ما شئت فقد بعنا أنفسنا لله، وكل شرط يحقق هذه الصفقة نحققه، فهات ما عندك.

فقال لنا: خمسة مطالب، من فعلها انطلق معي للجهاد وإلا رجع !!

فصاح الجميع: هات ما عندك واطلب ما تشاء.

فقال المنادي: لا يصحبنا إلا من حفظ سورتي الأنفال ومحمد لأنهما أناشيد المجاهدين. فنظر بعضنا إلى بعض، ثم قلنا له أكمل... أكمل وأسمعنا ما عندك أولاً.

فقال: لا يتبعنا في معاركنا إلا من صلى الفجر اليوم في الصف الأول، وأدرك تكبيرة الإحرام، فطأطأت رأسي؛ لأنني اليوم بالذات أدركت الإمام في التشهد الأخير وقبل التسليم.

ثم صاح المنادي قائلاً: لن ينال شرف الجهاد معنا إلا من يحفظ عشرة أحاديث في فضل الجهاد، بسندها ومتنها؛ ليستشعر شرف الجهاد الذي خرج يبيع نفسه لله من خلاله.

فأخذت أسترجع ما أحفظ، فما وجدتني أحفظ إلا حديثًا أو حديثين، إن تذكرت أحدهما كاملاً لا أظنني أتذكر الآخر.

فقال المنادي: بقي شرطان، لا يصحبنا إلا من كتب وصيته وتركها لأهله، لأنه لا وقت عندنا الآن لكتابة الوصايا، فتذكرت أن عليَّ لفلان أموالاً هنا ولفلان أموالاً هناك، وأحتاج لأيامٍ لأتذكر الديون الأخرى، ناهيك عن أقساط ومستحقات و.. و.. فصرخ المنادي: قاطعا عليَّ تفكيري وشتاتي في الدنيا التي أهلكتني ومزقتني، وقال: الشرط الأخير ألا يصحبنا إلا من كان مثل المجاهد في حياته، فكما سهر المجاهدون على ثغورهم يحرسون، بات هو مع من كانوا في بيوتهم يصلون، وسهر يقلب أوراق المصحف كما سهر المجاهدون يقبضون على بنادقهم.

وما إن تلا الرجل شرطه الخامس حتى انسللت من بين الناس قبل أن يتمَّ كلامه حتى لا يفتضح أمري.

وبعد أن ابتعدت خطوات عن الرجل تلفتُّ ورائي فإذا الآلاف على أثري، كلهم رجعوا إلا عددًا قليلاً وقف مع المنادي، فأشفقت عليه أن يعود ببضع رجال وقد كان معه الآلاف فوقفت وقلت له: يا أخي هل لك أن تتنازل عن شرطين أو ثلاثة؛ حتى لا ترجع خائبًا بلا عدد يفرحك أو جيش يؤازرك؟

فابتسم الرجل وقال: لا يا أخي، فمعاركنا اليوم ليست بحاجة إلى أجساد بقدر ما هي بحاجة إلى عبَّاد، وهي معركة قلوب وطهارات، وليست معركة مدافع وآلات

ثم قال لي: ولم لا تغير أنت من حالك لتلحق بنا؟

قلت وهل تنتظرونني حتى أتغيَّر؟

فقال: القوافل كل يوم تمر، والمعارك مع الباطل لن تنتهي حتى تقوم الساعة، فإن فاتك ركب اليوم، فأدرك ركب الغد، لكن حذار أن يفوتك كل الركبان، ولات حين مندم.

ثم انصرف وهو يقول لمن معه: هيا يا إخوتاه فلمثلكم تتنزل الملائكة، وعن مثلكم يدافع الله عز وجل، وعلى أيدي أمثالكم يأتي النصر.

أما أنا فنظرت حولي فرثيت لحالي وبكيت، فقال لي أحدهم: لا تراع، غدًا نلحق بهم! فصرخت في وجهه قائلاً: منذ عشرات السنين ولم يأت الغد الذي تتحدث عنه، حتى أوشكت قوافل خيل الله أن تنتهي ولم نحجز لأنفسنا فيها مكانًا بعد.

ثم أخرجت حافظة نقودي لأخرج منها ورقةً أكتب عليها وصيتي، ففاجأتني صور أبنائي، وخلفها بعض الأوراق المالية، فنسيت الوصية ونسيت الجهاد ومضيت لحالي، ثم استيقظت !!

---------------

بقلم الشيخ خالد حمدي * من علماء الأزهر الشريف

Monday, January 26, 2009

يوميات مواطن غزاوي دمو خفيف

بكل عفوية.. وبروح مرحة ... يروي الشاب الغزاوي كيف يقضي يومه خلال الحرب...
اترككم معه..!!

ويقول:

واجا اليوم العشرين..
وكل يوم بنقول هادة أقوى يوم.. وأعنف يوم ..
لا بس بجد.. اليوم أعنف وأقوى يوم شفناه..
كنا نشوف أغلب القصف على التلفزيون .. هلقيت صار قدامنا مباشر..
طول الليل الدنيا تضوي وتطفي.. زي الألعاب النارية..
بس العالم الألعاب النارية عندها من الأرض للسما.. إلا في غزة.. من السما للأرض..
هيهم وصلوا تل الهوى.. يعني بشيكل بكونوا عنا.. مش بشيكل ونص حتى..
أنا قاعد عالكمبيوتر.. وأهلي كلهم مجتمعين قالبين محللين عسكريين.. وعاملين غرفة عمليات مشتركة.. ومستغربين اني قاعد عالنت.. على أساس إنو الدنيا حرب لازم أضل قاعد ألطم..

تلت أسابيع قاعدين في الدار لا طلعة ولا نزلة.. ولا شغلة ولا مشغلة.. فش كهربا ولا ميا.. من كتر الزهق من القعدة الواحد بتحير ايش يعمل في الدار..
مرات بقعد أعد البلاط.. ومرات أكم كسرة في الستارة.. وأحياناً بقعد ألعب في الجوال (في حال كان فيه بطارية).. أو بقعد أتشغل في واحد من اخواتي..
ما علينا.. الحلو في الموضوع انه شلومو بتبين حنيته في وقت الحرب .. بقولك حفاظاً على رفاهية الشعب.. اعطونا تلت ساعات تهدئة في اليوم.. الواحد يعمل فيهم اللي بده اياه..
وأحلى ما فيهم انهم مشكلين.. يوم من الوحدة للأربعة.. ويوم من التمنية للحدعش.. ويوم من العشرة للوحدة..
وبقولك احزر الفترة تاعت بكرة واتصل على رقم تلت تمنيات اتنين صفر وواحد احمر.. بتكسب جائزة..
والله الواحد بتحير ايش يعمل في التلت ساعات .. مسافة ما يفكر وين يطلع (على أساس ضل مكان في غزة الواحد يروح عليه) بكونوا خلصوا..
اليوم قعدت أفكر أفكر ايش أعمل.. لقيت احسن اشي أعمله اني أنام.. عشان الجو بكون هدوء وفش صوت قصف (نسبياً) ..
لأنه طول الليل صوت القصف وصوت الزنانات بخليش الواحد يعرف ينام.. الواحد بحس انه في واحد بخرق في نافوخه بمقدح..

طول ما الواحد قاعد وهوة بسمع يا صوت صاروخ قريب.. يا بعيد.. يا بحس بهزة.. وبدينا نسمع مناطق غريبة صاروا يقصفوها..
مرة مقبرة.. ومرة صالة أفراح.. ومرة عمارة سكنية.. ومرة دار مهجورة.. أو بقصفوا مكان قصفوه قبل هيك (للتأكيد)..
طبعاً في هادي المناسبة بحب أتقدم بالشكر للطيار اللي بقصف بإنه بحدف صاروخ صغير عالدار قبل ما يجيبها نصين بالصاروخ اللي بعده..
شايفين الإنسانية لوين.. وبتقولوا عنهم عاطلين.. يعني اللي ما بصيده الصاروخ الأول.. معاه خمس دقايق ينفد بجلده قبل ما يجيب أجله الصاروخ التاني..
الأعمار بيد الله.. الواحد عنده يقين انه كل شي بأمر الله.. عالرغم بإنه الواحد بطل يخاف زي أول لما يسمع صوت صاروخ..
بس إلا إنه الخوف من انه الطيار أخو الشلن تحلو دارنا في عينه ويمزعنا صاروخ بحجة الغسيل اللي عالسطح بأثر عالزنانات..
دايما بحاول أواسي حالي بالمقولة اللي بتقول "متخفش من صوت الرصاص.. لأنه الرصاصة اللي حتقتلك مش حتسمع صوتها"..
بس هالمقولة بتنطبقش عالصواريخ.. ولا ايش رأيكم..؟

أكتر اشي بكيف عليه لما يرن تلفون الدار.. بنصير نتقاتل مين يرد عالتلفون أنا واخواتي.. عشان نحكي مع الناس اللي بتصلوا من الدول العربية..
كل واحد وحظه.. يطلع الإتصال من المغرب.. الجزائر.. مصر.. ليبيا.. السعودية.. السودان.. أو يتخوزق ويطلعله واحد بقولك جيش الدفاع الاسرائيلي..
ويطلع الشب بحزرك انه يكون عندك سلاح.. أو تتعامل مع واحد من المقاومة..
بس اليوم حسيت انه فش إلا تلفونا بكل غزة.. مسكتش وهوة يرن..
- ألو السلام عليكم...
- وعليكم السلام..
- معك فلانة من ليبيا.. الله معكم.. الله ينصركم.. الله يقويكم..
- تسلمي يا حجة.. إدعولنا..
- الله ينصركم ويحفظكم..
- يلا سلام عليكم..
- وعليكم السلام..
هادي عينة من المكالمات اللي بتوصلنا.. مع انها صغيرة وفهاش رغي وطق حنك .. إلا إنها بتحسس الواحد انه مش لحاله وفي حد معاه..
ويا حبيبي لو خلال المكالمة نزل صاروخ ولا الخمسمية تاعت الأباتشي اشتغلت.. شوف العياط على التلفون .. وبدل ما هما يصيروا يواسوك ويهدوا فيك.. احنا بنصير نهدي فيهم ونسكتهم..

لأ والشغلة الجديدة اللي غايظاني قصة الفسفور.. أنا طول عمري بسمع انه الفسفور في السمك.. وإنه مفيد للشسمو.. وكل ما الواحد كان ياكل سمك.. كان يحس حاله صار يضوي من الفسفور..
بس هان الوضع مختلف.. فسفور صح بخليك تضوي.. يعني أول ما تيجي عليك قذيفة فسفور.. وتهب فيك النار.. حيصير اللي يشوفك يقولك منور ياحج.. الله يلطف فينا..

طبعاً وقت الفراغ الواحد بحاول يستغله بإشي مفيد.. أنا استغليت وقتي برياضة جديدة.. وهية رياضة براميل الميا..
أول ما أفتح عنيا على طول بمارس الرياضة اليومية.. بطلع على سطح الدار بتفقد البراميل.. وقديش ضايل ميا.. طبعاً عن طريق الدقدقة على البرميل..
الواحد صارت أذنه موسيقية برميلية.. وصار من صوت الدقة على البرميل يعرف إذا كان فاضي ولا مليان (طبعاً هادي الكل بعرفها).. بس الجديد واللي اكتسبته مع الخبرة انه لو كان البرميل مليان أعرف أكم لتر ميا فيه..

أنا لقيت حالي لهلقيت عايش قلت أكتبلكم أحكيلكم عن وضعنا.. بكرة يمكن أكون عايش بس مش قادر أكتب.. أو مش عايش من أصلو..
إدعولنا.. إدعوا تنحل هالقصة على خير.. إدعوا للمقاومين.. إدعوا للشهدا.. إدعوا للجرحى.. إدعوا للناس الله يصبرها.. إدعوا للكل..
ولو ضل معكم وقت.. إدعولي أصير غني..


ونشوفكم على خير

Sunday, January 18, 2009

ماذا بعد؟

والكل في تساؤل ماذا بعد وقف اطلاق النار؟ ولمن يكون القرار؟ هل لمبارك أي أثر في هذا القرار أم أنها مجرد مسرحية محبوكة بدقة واتقان ونحن المشاهدون المخدوعون؟ كم من الجثث ستنتشل بعد؟ كم من عملية خرق لوقف اطلاق النار؟ هل سيتم فتح المعابر وانهاء الحصار؟ وهل سيبقى وقف اطلاق النار " هشاً " ؟ متى سيرتاح هذا الشعب؟ أسئلة كثيرة فهل من مجيب؟؟
وسام

MORAL CLARITY--ISRAEL VS. HAMAS -- (US House of Representatives - January 14, 2009)

An excerpt from US House of Representative Meetings. Please read below

MORAL CLARITY--ISRAEL VS. HAMAS -- (House of Representatives - January 14, 2009)

[Page: H299] GPO's PDF

---

The SPEAKER pro tempore. Under a previous order of the House, the gentleman from Texas (Mr. Poe) is recognized for 5 minutes.

Mr. POE of Texas. Mr. Speaker, as the fighting in the Middle East rages on, many in the media and the elites in Europe have asserted with self-righteous indignation that Israel's response to Hamas' acts of terror is not appropriate, and Israel should unilaterally cease all military operations. They cite inflated numbers of Palestinian civilians killed in this war and blame Israel for the death; never mind the fact that the coward of the desert, Hamas, uses Palestinian men, women and children at mosques, schools and hospitals as shields; never mind the fact that before bombing a military target in Gaza, Israel calls the area and advises the civilians to leave; and never mind the fact that since 2000 more than 8,000 rockets have been fired by Hamas into Israel civilian settlements. Mr. Speaker, Israel must defend its people from these attacks.

The truth is, Mr. Speaker, that the moral differences between Hamas and Israel could not be clearer. Hamas worships death, Israel worships life. Hamas supports terrorism, Israel supports liberty. Hamas oppresses women, Israel honors women. Hamas destroys, Israel builds. Hamas believes in the pursuit of misery and Israel believes in the pursuit of happiness. Hamas supports crucifixion, Israel supports mercy. Hamas honors murder, Israel honors the sanctity of life. Hamas kills people with different religious beliefs, Israel embraces the freedom of religion. Hamas incites hatred, Israel believes in tolerance. Hamas is racist, Israel believes in the equality of all. Hamas believes in chaos, Israel believes in justice. Hamas promotes anarchy, and Israel promotes peace. The moral canyon that separates Israel from Hamas is best described by Hamas' own motto, and I quote, ``We love death more than the Jews love life.''

Hamas not only doesn't care about killing Jews, it doesn't care about killing Palestinians either. They use living Palestinians as human shields. Hamas prevents humanitarian aid from Israel from reaching Palestinians in Gaza.

The international community has begun calling for an immediate cease-fire, especially the Europeans, asking and telling Israel they must unilaterally stop this war. Mr. Speaker, some in Europe don't believe that anything is worth fighting for, but some things are worth fighting for. The basic human right of liberty is worth fighting for whether Europeans believe in it or not.

The last thing Israel ought to agree to is another phony peace. Israel did that 3 years ago with Lebanon and look what happened; the U.N.-mandated disarmament of Hezbollah failed miserably. Hezbollah has rearmed, and in fact just last week began firing more rockets on Israel .

There can be no peace in this war as long as Hamas is allowed to murder in the name of religion. Rather than bending to the pressure of world opinion, Israel ought to continue to protect her right to exist and the rights of her people to live free. The world must demand that Hamas cease all rocket fire and smuggling of arms from Egypt into Gaza.

Hamas needs to leave Israel alone. Just today, Osama bin Laden issued a 20-minute recording calling for a jihad against Israel . Jihad is another phrase for a holy war against Israel for its actions in Gaza. All the eyes of the world, especially the moderate Arab states, are looking to this conflict to see whether Iran and its hired guns, Hamas and Hezbollah, are victorious.

Hezbollah and Hamas, these twin tribes of terror, must be stopped. Unless they are, Iran will be encouraged to be more aggressive in the region and assert its influence over moderate Arab states. You see, Iran and the little fellow Ahmadinejad are the real threats to peace in the desert sands of the Middle East.

This is not the time to be rattled by the terrorist threats. This is the time to stand with the only democracy in the Middle East for the right of her self-defense, Israel . It's the right thing to do. Israel's war of self-defense is morally just. And Mr. Speaker, justice is the one thing we should always find.

And that's just the way it is.


Extracted from US Congress website (Source :url http://frwebgate.access.gpo.gov/cgi-bin/getpage.cgi?dbname=2009_record&page=H299&position=all)

Monday, January 12, 2009

إن الله مع الصابرين!!!



البارحة وقرابة الساعة السابعة و والنصف وعلى أحد قنوات الاذاعة سمعت مكالمة صوتية مع أحد قادة العدوان,للأسف أن وقاحتهم تزداد يوماً بعد يوم.. أعذروني لأني لا أستطيع تذكر النص تماماً



المذيع: هل تعتقدون أنكم قد حققكتم أهدافكم من هذه الحرب بعد مرور 16 يوماً على بدايتها؟



الصهيوني الحقير: بالطبع نحن نتقدم نحو أهدافنا وحتى الان استطعنا أن نقتل أكثر قادة حركة حماس واليوم قضينا على القائد المشرف على اطلاق الصواريخ اذاً نحن نحقق ما نريد والحمد لله  ( وأرجو التركيز على الحمد لله)



المذيع: ولكن هناك أنباء عن وقوع اصابات جراء اطلاقهم الصواريخ



الصهيوني الحقير: لم يتم سوى اطلاق 25 صاروخ منهم بالمقارنة مع العدد الذي كان يطلق قبل الحرب ونحن صامدون وصابرون لأن الله مع الصابرين !!!



وأكمل حديثه متسائلاً : ولكن أين اسماعيل هنية القائد العظيم ؟ لماذا لا يفعل شيئاً وأين هو خالد مشعل الذي يكتفي بالحديث عن بعد دون أن يحرك ساكناً؟...



هذا ما أستطيع تذكره والذي كان كافياً أن يشعرني بالغيظ حتى الان . عدو ذو أعصاب باردة يتذرع بالادعاءات الكاذبة ويصدق نفسه..



والان المسألة ليست مسألة مظاهرة يتلقى فيها الأبرياء الضرب بالعصي (الفتيات قبل الشباب ) وقد سمعت قصصاً مشينة من معارف مسالمين تلقوا ضرباً يوم الجمعة تسبب في حدوث اصابات في مسيرة تأذى فيها الصالح قبل الطالح..



وليست مسألة طرد السفير الاسرائيلي الذي بات شغل الشرطة الشاغل أن تحميه.. والذين بدورهم يبررون أفعالهم, فالصدفة قادت أحد أفراد شرطة مكافحة الشغب أن يتناول ساندويشاً بعد ما حدث يوم الجمعة ليقابل أخي ويخبره بأنه تلقى ضرباًبما فيه الكفايةذلك اليوم ويتساءل لماذا يفعل الشعب هذا؟ وأن الحزن يملؤ قلويهم تماماً كأي فرد منهم ولكنهم (العبد المأمور) الذي لا يتمنى أن يقوم بهذا...(وذلك على حد تعبيره )



وانها ليست مسألة عقد قمة أو (قاع) عربية, أو اجتماع مجلس الأمن الدولي   ليضيعوا أوقاتهم باتخاذ قرارات تافهة لا يأبه لها أحد.. مجرد كلام وتصويت وشجب واستهجان..



المسألة برأيي الهيمنة التي تفرضها الصهيونية على العالم بأكمله , فقد نجحت على مدار أعوام مضت بأن تضع قادة العالم في (جيبتها الصغيرة) وأن تفرق العالم الاسلامي بكل حكمة(والذي بدوره يعاني الضعف أصلاً)  والشواهد الحديثة كلها تؤيد ذلك..حتى الولايات المتحدة التي تزعم قوتها تعلم تماماً أن قراراتها لن تحرك ساكناً لذا تستمر في مساندتهم لكي لا تظهر بمظهر الضعف أمام العالم



المسألة أننا كنا ننام لسنوات طوال واذا أردنا الاستيقاظ الان فنحن بدايةً أمام واقع مذل مخجل علينا اذا أردنا أن نغيره أن نبدأ من الجذور منذ الأزل أن نفهم كيف ولماذا ونبدأ من جديد.. فوضعنا الان كالبنيان أساسه الوهن والضعف فاذا زدنا عليه بالضغط والانفجار لن ننال سوى الركام والرماد ومزيداً من الجراح والاعاقات ..



حسبنا الله ونعم الوكيل , عسى أن نرى جيل خالد وعمر مرة أخرى من هذا النشئ  الجديد الذي يتوجب أن نحسن تربيته فهم الأمل الوحيد..    





وسام

Thursday, January 8, 2009

آه منك يا خروف

آه منك يا خروف بقلم د. أحمد مراد


في زاوية قصية .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه ...
منتظرا وصول أول خروف عربي من الزريبة المجاورة للمسلخ
في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الزريبة بضمان الخلود .
دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت " الخرفان " بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة.
وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة ....
ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ..وقد شعر برهبة الحدث.. وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت ... فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ...
وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة ....
وطانت الوصية تقول :- حينما تقع عليك اختيالر الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر .
قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير ..فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر .. ... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد انها ستضرني ... اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ...فماجاء بنا هذا الجزار الى هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر ....فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر ....
انتفظ ذلك الكبش انتفاظة الاسد الهصور ..وفاجأ الجزار ...واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره ..
لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالزريبة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك
الكبش الهارب....
أمسك الجزار بخروف اخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة ....
كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة ..........الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع
نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو
يقول ...... بسم الله والله أكبر
خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة . ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير بل قد يتعرض أي خروف يدعو الى مقاومة الجزار الى الموت نطحا قبل أن يقتل ذبحا.
وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع لا ثم لا للمقاومه
وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر .
وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسيرخلف هذا الخروف الى المسلخ.... وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ... انها فعلا خراف تستحق الاحترام.
كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن
تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق ..
أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم
مايمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق ... فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها... والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب ..." لا تقاوم ..." ....
في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم ... كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره . لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب ..
وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة .... لم يكد يصدق عينيه ...
صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح
ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...
وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير
تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم من سكين الجزار ....
وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع ....


في صباح اليوم التالي .....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة
سياج الزريبة مكسور ...... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد ..........
ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح ...
نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ........... صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .
نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف "الارهابي " الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر.
كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء
ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ...
ايها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا .....وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير ....
أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة .... كما كنت أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم ....
كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ...فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ .
فليأت واحد بعد الاخر ..... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ ....
وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... لا للمقاومة ...
وهذا ماجنته ايديكم ايها الخراف الغبية
في الختام ... مجرد سؤال بسيط : هل الخرفان أصلها عربي ؟؟

Sunday, January 4, 2009

لا تسمحوا لهم بقتلكم

لقد عاد بي الواقع الأليم هذه الأيام الى سنين مضت غص قلبي لكم تمضي الأيام بسرعة .. عدت هناك تحديدا حيث كنت طالبة في السنة الأولى عندعودة الانتفاضة الثانية.. لن أنسى ذلك اليوم الذي قضيته أقلب القنوات وأشاهد ما يحدث والقلب يعتصر ألما وفي اليوم التالي امتحاني الأول في مادة الفيزياء التي أكاد أقول أني لم أكن أفقه فيها شيئا .. لم أذهب يومها الى الجامعة فقد كنت في اجازة مرضية , الحقيقة أني لم اعي كلمة مما درست وفي اليوم التالي أخبرتني صديقاتي عن المسيرة الطلابية التي نظمت و شارك بها الكثير ولن أروي أحداثها المأساوية هنا ..

المهم دخلت الامتحان بين ألم التعب وحسرة الأحداث وعدم فقهي شيئا في المادة , كان فكري مشلولاً تماماً وعندما شعرت بالعجز بدأت باختيار الاجابات وأغلبها عشوائية وخرجت وأنا متأكدة من الرسوب .. في اليوم التالي نظمت مسيرة أخرى حاول الجميع اقناعي بأنه لا جدوى من الخروج لن تغيري شيئاً وربما تتعرضين للأذى لم ألتفت اليهم واكتفيت بالسير مع الجموع واليوم أقول لكم نعم لا جدوى ولكن كيف نعبر عن ذلك الغضب في داخلنا ؟ أنكتفي بالجلوس ؟ نعم لا بد من الدعاء ولكن ذلك البركان كان لا بد أن نعبر عنه ولو بشيء قليل..

الشيء الوحيد الذي أندم عليه اليوم أني لم أبذل قصارى جهدي في دراسة امتحاني وانها لهزيمة أخرى عندما استلمت ورقة المتحان والمدرسِة مشدوهة تتمنى أن تطلب مني اسقاط المادة , المعدل كان منخفضاً جداً لا يزيد عن 4 من 10 وأظنني ساهمت في اخفاضه فقد حصلت على علامة (صفر) أو بالأحرى لم أحصل على شيء !! لم أتخيل انذاك بأنه سيأتي يوم أتحدث فيه عن ذلك ولكنني تعلمت الكثير.. خرجت هائمة على وجهي أفكر لماذا ؟ لقد شعرت بالهزيمة وهذا ما يريده عدونا أن يشلَنا ويحبطنا ويزلزلنا ويؤثر على حياتنا .. اجتهدت بعدها كثيرا ومرة أخرى أيضا لن أنسى وجه المدرِسَة وهي تسلمني ورقة الامتحان الثاني وتسألني : ألم تحصلي على علامة الصفر في الامتحان الأول؟ أجبت بابتسامة :بلى, قالت متعجبة والان حصلت على9 أعلى علامة . ابتسمت و فرحت وتمنيت لو أني استطعت أن أشرح لها..

طالبة وامتحان) من الممكن أن نرى الأمر بسيطاً ولكن كل من مكانه أخاطب لا تسمحوا لهم بخذلكم وأنتم هنا عاجزين بل ابذلوا قصارى جهدكم كل في ميدانه .. لا تسمحوا لهم باحباطكم بدباباتهم واسلحتهم وبحربهم النفسية ولا تسمحوا لقلوبكم وألسنتكم بالتوقف عن الدعاء لهم, كنت أجلس مع امرأة على أعتاب السبعين قبل أيام عندما بدأت تخبرني عن شعورها المتكرر بالاحباط وهي تعرض علي بالسنوات كل الخذلان الذي رأته منذ ولدت وتوالي هزيمة المسلمين مما دفعها للاعتراف بأنها سئمت حتى من الدعاء .. أرجوكم لا تسمحوا لهم بقتلنا ونحن أحياء. .


وسام